ندوة حوارية في قامشلو محورها الهوية الكردية في "الإعلان الدستوري" 

أكد مشاركون في ندوة حوارية بقامشلو، أن بناء سوريا الجديدة لا يمكن أن يتم بإقصاء المكونات المختلفة، وشددوا على ضرورة أن يضمن الكرد حقوقهم في الدستور السوري.

لمناقشة "الإعلان الدستوري" الذي أصدرته سلطة دمشق، والذي أقصى جميع المكونات، ولاقى رفضاً شديداً من غالبية الشعب السوري، نظم اليوم، ندوة حوارية في قاعة جامعة روج آفا بمدينة قامشلو، بمقاطعة الجزيرة، بمشاركة ممثلين عن أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني ومثقفين وطلاب ورجال دين، بالإضافة إلى عدد من الصحفيين.

تألفت الندوة من محور رئيس، أداره الخبير في القضايا الدستورية والحكومية زيدون الزعبي، الذي قرأ مسوّدة دستور عام 1950 و"الإعلان الدستوري" الذي أصدرته سلطة دمشق لعام 2025.

الهوية الكردية في الدستور السوري

أشار الزعبي إلى أن "هناك انقلاباً على كل الهويات التي كانت تعزز عروبة سوريا"، وأوضح أن "سوريا ذكرت كدولة مرة واحدة في التاريخ السوري عام 1928".

وأضاف: "بنود الدستور لا يتم تطبيقها كما تم إعلانها؛ فالبند الثالث ينص على أن الدولة تكفل التنوع الثقافي للمجتمع السوري بجميع مكوناته، والحقوق الثقافية واللغوية لجميع السوريين، لكننا لا نرى تطبيقاً لهذا البند على أرض الواقع".

وأكد الزعبي على "ضرورة حصول الكرد على حقوقهم كاملة، لأنهم مكون أساسي في سوريا". وقال: "لاقى الإعلان رفضاً لأنه لم يكن هناك خطاب يوضح ما ينقصه أو ما يحتويه".

وأشار إلى أن "الإعلان الدستوري" يفتقر إلى فهم دقيق لمعنى كلمة "مكونات"، ما يعكس تجاهلاً لحقوق القوميات المختلفة في سوريا.

رفض سياسة التهميش والإقصاء

شهدت الندوة مناقشات واسعة بين المشاركين، ركّزت على أهمية تحصيل الكرد لحقوقهم في الدستور السوري.

وأكد المشاركون أن العيش في سوريا بإقصاء المكونات غير ممكن، وأن الإعلان الدستوري الصادر عن سلطة دمشق لا يلبي متطلبات الشعب السوري.

وقالوا: "النظام الفيدرالي هو الذي يحقق الوحدة الحقيقية، ويجب أن يتضمن الدستور التعددية، ولا يجوز إقصاء القوميات، كما أن المكون الكردي لم يعد يقبل بالحكم المركزي الذي عانى منه السوريون طيلة فترة ما بعد الاستقلال، يجب أن يكون الحكم لا مركزياً وفيدرالياً".

وتوجّه الباحث الاقتصادي من مدينة درعا، أنور حمودة، خلال مداخلة إلى المشاركين قائلاً: "أملنا كبير في الإدارة الذاتية وجهودها، لقد عشنا حالة قمع طويلة، ونريد دولة موحدة تعترف بجميع مكوناتها".

يُذكر أن زيدون الزعبي، الخبير في القضايا الدستورية والحكومية، زار إقليم شمال وشرق سوريا لحضور احتفالات عيد نوروز والتعرف على الكرد، بهدف بناء جسور التواصل بين السوريين.